تطبيق جديد للصم والبكم PSLT
.كلنّا نعلم مدى الحاجة للتواصل مع الآخرين والتعبير عما نريد قوله أو نشعر به، إلا إنه في بعض الأحيان تصعب المهمة ولكنها لا تكون مستحيلة. تمثل لغة الإشارة واحدةً من وسائل التواصل المهمة في حياتنا اليومية وبشكل خاص لذوي الإحتياجات الخاصة من الصم والبكم في ممارسة النشاطات اليومية والحياتية. تعتمد هذه اللغة بشكل أساسي على حركات اليدين والجسم والشفاه، وكحال باقي اللغات فإن لغة الإشارة تتطلب أشخاص يتقنونها ويلمون بها لأنه من الصعب التواصل بين شخصين لا يملكان المعرفة الكافية التي تتيح لهما التواصل عبر الإشارة. رأينا في الأيام الماضية فضيحة أخلاقية بحق هؤلاء الأشخاص الذين هم بحاجة إلى وجودنا، ففي مراسم تأبين نيلسون مانديلا قام شخص لا يجيد أي حركة من لغة الإشارة بالوقوف بجانب الشخصيات الموجودة وترجمة ما يقولون، للأسف لم تكن ترجمة بل إستعراض لبعض الحركات.
مع تقدم تقنيات الحواسب والمعلومات وتوفرها على نطاق واسع، إضافة للتطور الملحوظ لأجهزة التصوير والإستشعار أصبح من الممكن حتى للأشخاص الذين لا يملكون المعرفة الكافية بلغة الإشارة التواصل بها، فقد أعلنت شركةTechnabling الإسكتلندية للبرمجيات إنها بصدد طرح تطبيق جديد يدعى PSLT قادر على ترجمة حركات اليد إلى نص مكتوب. هدف الشركة من إنشاء هذا التطبيق هو تطوير وإنتاج وتسويق البرمجيات الخاصة بالصم والبكم من أجل تمكيهم من التمتع بحياة مستقلة مع توفير مستوى معين من الرعاية التي يحتاجون إليها.
تطبيق PSLT سيتوفر لأنظمة الأندرويد بالإضافة لأنظمة تشغيل لينوكس وويندوز، أي أنه سيكون متاحاً لأجهزة الهواتف الذكية المنتشرة في مواقع الإعلانات المبوبة والصالات التجارية، التي تدعمها هذه الأنظمة وبالطبع يجب أن يكون الجهاز مزود بكاميرا رقمية، كما وعدت الشركة المنتجة، بطرحه أيضاً على أجهزة الآيباد والآيفون في حال وصلها عدد كافي من الطلبات، ويتميز التطبيق الجديد بكونه مرناً بحيث يسمح للمستخدمين بإستعمال العديد من لغات الإشارة المتعارف عليها عالمياً أو تطوير لغة إشارة خاصة بهم.
بينما طريقة عمل التطبيق فهي تعتمد بشكل أساسي على الكاميرا بحيث تتمكن هذه الأخيرة من التعرّف على أي حركة تقوم بها اليد وبالتالي ترجمتها لكلمة مكتوبة، ويتيح كذلك إمكانية إرسال الترجمة عن طريق البريد الإلكتروني أو الرسائل القصيرة.
بالتالي يمكن إعتبار التطبيق كمترجم محمول شبيه بتلك التطبيقات التي يستعملها السياح للتواصل مع أهالي البلد الذي يزورونه. بحيث يمكّن ذوي الاحتياجات الخاصة من التواصل مع الأشخاص الذين لم يتعلموا لغة الإشارة، وبالتالي فإن فوائده لا تقتصر على التواصل مع أفراد العائلة بل تتعداه لتصل إلى مكان العمل والدراسة، أو حتى للقيام بالمهمات اليومية كشراء بعض الحاجات بشكل سهل وباستقلالية كاملة. هذا التطبيق يعتبر بحق صديقاً للصم والبكم، خاصةً في منطقتنا العربية التي تفتقر لمدارس لغة الإشارة على نطاق واسع لتسد فجوة التواصل بين ذوي الإحتياجات الخاصة وبقية أفراد المجتمع.
الشركة المنتجة للتطبيق قالت بإنها بصدد طرحه قبل نهاية هذا العام بشكل مجاني عبر متاجر التطبيقات المنتشرة على الشبكة العنكبوتية.
ليست هناك تعليقات: